تمثل الرسائل النصية غير المرغوب فيها مصدر إزعاج أعمق من رسائل البريد الإلكتروني العشوائية و تؤثر على أعداد كبيرة من المستخدمين الذين يثقون بمحتوى الرسالة ويتبعون تعليمات المرسل بالنقر على روابط مزيفة، الأمر الذي قد يكلِّف المستلم خسائر مادية مثل فقدان بيانات حساسة أو أموال من جانب آخر تواجه شركات الاتصالات خسائر مالية نتيجة هذه الرسائل، من خلال زيادة تكاليف تشغيل الشبكات، وتكاليف خدمة العملاء، إلى جانب الضرر الذي يلحق بالعلامة التجارية وتهديدات اللوائح التنظيمية
و تختلف آليات فلترة الرسائل النصية عن فلترة البريد الإلكتروني بعدة نواحي منها أن قواعد بيانات الرسائل القصيرة الموثوقة نادرة مقارنة بمجموعات البيانات الكبيرة المتاحة للبريد الإلكتروني و أن طول الرسائل النصية الأقصر يقلل من السمات الممكن استخراجها للتصنيف لذلك، في حين يصبح الحل العملي هو تطوير أداة ونماذج مخصصة لأنماط هذه الرسائل قادرة على التعرّف بدقة على الرسائل غير المرغوب فيها وتصنيفها أو حجبها قبل وصولها إلى المستخدم
توضح التجربة في فلترة البريد الإلكتروني أن العديد من التقنيات المستخدمة فيها يمكن أن تكون مفيدة أيضًا في مكافحة الرسائل النصية المزعجةو (SMS spam) و أن التشابه السطحي بين مجالي البريد الإلكتروني والرسائل النصية يشير إلى أن الأساليب المثبتة، مثل الفلترة المباشرة للمحتوى والفلترة التعاونية للمحتوى، يمكن تكييفها للعمل مع الرسائل النصية
إن الفلترة المباشرة للمحتوى تعتمد على تحليل نص الرسالة نفسه لتحديد ما إذا كانت مزعجة أم لا و تبدأ العملية عادة بتطبيق الفلاتر البسيطة للكلمات المفتاحية، ثم تتطور إلى مجموعات القواعد المعقدة مثل أنظمة SpamAssassin، وأحيانًا تصل إلى تصنيف النصوص آليًا باستخدام التعلم الآلي
حيث يستخدم مرسلي الرسائل النصية المزعجة أساليب متقدمة لتجنب الاكتشاف، حيث يرسلون عادة كميات صغيرة من الرسائل أولًا لمراقبة استجابة بنية شبكات SMS، ثم يحددون حدود حجم الرسائل المسموح بها، وتشير هذه الأساليب إلى أن الاعتماد على الفلترة المعتمدة على محتوى الرسائل أصبح ضروري لمواجهة التهديد المتزايد للرسائل النصية المزعجة
الفلترة التعاونية تعتمد على مشاركة المستخدمين المعلومات حول الرسائل المزعجة، وتشمل العملية من خلال إنشاء بصمة رقمية فريدة لكل رسالة مزعجة تم الإبلاغ عنها ثم مشاركة البصمات بين مجموعة من المستخدمين أو مزودي الخدمة و عند وصول أي رسالة جديدة، تُنشأ لها بصمة ويتم مطابقتها مع البصمات المعروفة و إذا كانت هناك تطابقات، تُصنّف الرسالة على أنها مزعجة
من خلال هذه العمليات، يمكن بناء مجموعة بيانات حديثة ومتنوعة للرسائل النصية المزعجة، تشمل معلومات مثل تاريخ الاستلام والمصدر، وتساعد الباحثين على فهم طبيعة الرسائل المزعجة، وأنماط تغييرها بمرور الوقت، بما في ذلك الأساليب التي يستخدمها المرسلون لإخفاء محتوى الرسائل أو تعديلها لجعلها تتجنب أنظمة الفلترة
الرسائل النصية المزعجة تحت المجهر: كيف تعمل تقنيات الفلترة الذكية لحمايتك؟
1. طول الرسالة القصير: الحد الأقصى للرسائل النصية هو 70 حرف للغة العربية و 160 حرف للانجليزية ، مما يحد من كمية المحتوى المتاح للتحليل
2. لغة مختصرة وغير رسمية: الرسائل النصية غالبًا ما تحتوي على اختصارات، أخطاء إملائية، واستخدام الرموز التعبيرية، مما يجعل التحليل أكثر صعوبة
3. غياب سياق الرسائل: البريد الإلكتروني يوفر رؤوس رسائل تحتوي على معلومات تساعد في الفلترة، بينما الرسائل النصية تحتوي على بيانات أقل في الرؤوس
4. قيود الأجهزة المحمولة: معظم الأجهزة في السوق، خصوصًا في الأسواق الناشئة، لا تدعم فلاتر قوية على الجهاز نفسه، ولا تحتوي على مجلدات للرسائل المزعجة، مما يقلل من فعالية التصنيف التعاون
الرسائل النصية أصبحت أكثر تكلفة اقتصادية للمهاجمين لتوافر باقات غير محدودة مسبقة الدفع بالإضافة إلى أن ال SMS تعتبر خدمة موثوقة ويشعر المشتركون بالراحة عند استخدامها لتبادل المعلومات الحساسة، و مع ازدياد الحاجة لخدمة الرسائل النصية تتزايد الحاجة إلى تقنيات فلترة أكثر تطور، حيث تعتمد الطرق البسيطة على تحليل حجم حركة الرسائل للكشف عن المرسل المشتبه فيه، في حين يلجأ بعض المرسلين الاحتياليين إلى أساليب أكثر تعقيد لتجاوز هذه الفلاتر، من هنا اتجهت معظم الشركات الى استخدام فلاتر تعتمد على خوازميات التعلم الآلي
إنّ تقنيات التعلم الآلي تعتمد في فلترة الرسائل النصية المزعجة بشكل كبير على جودة وكمية بيانات التدريب المتاحة بشكل مسبق، و لتحقيق دقة عالية في فلترة الرسائل باستخدام تصنيف النصوص يجب أن تحتوي البيانات على مجموعة ممثلة ودقيقة من الرسائل المزعجة وغير المزعجة، بحيث تكون صالحة لتدريب النماذج على التعرف على الأنماط المختلفة كما تعتبر هذه البيانات أساسية لتطوير خوارزميات فلترة فعالة، حيث يمكن للنماذج أن تتعلم من التكرارات والاختلافات الدقيقة بين الرسائل، بما يسمح بالكشف عن الرسائل المزعجة المستقبلية بشكل أكثر دقة، مع مراعاة الخصائص الفريدة للغة والمحتوى في منطقة الشرق الأوسط
بالرغم من ذلك ، في سياق الرسائل النصية، لا توجد حتى الآن مجموعات بيانات كبيرة متاحة للعامة يمكن الاعتماد عليها، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن الرسائل تمر عبر شبكات مملوكة لشركات خاصة لا تسمح غالبًا بمشاركة بيانات مستخدميها لأغراض البحث، بالإضافة إلى حداثة هذا المجال مقارنة بالبريد الإلكتروني
وتشمل الإجراءات الحالية لمكافحة الرسائل المزعجة في شبكات الهاتف المحمول و تقنيات كشف التزوير وانتحال هوية المرسل، حيث أصدرت الهيئة وثيقة تنظيمات الحد من الرسائل والمكالمات الاقتحامية تهدف هذه الوثيقة إلى تنظيم إرسال الرسائل النصية والمكالمات الصوتية، وتحديد الضوابط اللازمة للحد من الرسائل المزعجة و تتضمن الوثيقة تعريف للرسائل الاقتحامية، وتحديد للرسائل الدعائية غير المرغوب فيها، وتوضيح للآليات المتبعة في تصفيتها و تُفرض غرامات مالية على المخالفين تصل إلى 5 ملايين ريال سعودي، وفقًا للمادة (2.5) من نظام الاتصالات
تحدد اللائحة التنفيذية لنظام الاتصالات ضوابط صارمة للرسائل الترويجية، بما في ذلك:
تُحظر الرسائل الاحتيالية والمزيفة وتشمل هذه الرسائل:
تُستخدم القوائم السوداء لحظر الرسائل المرسلة إلى أرقام تم تسجيلها من قبل المستخدمين أو مزودي الخدمة و تُدار هذه القوائم من قبل مزودي الخدمة بالتعاون مع الهيئة
تُستخدم فلاتر المحتوى لاكتشاف الرسائل التي تحتوي على كلمات أو عبارات محظورة، و تُطبق هذه الفلاتر على مستوى الشبكة من قبل مزودي الخدمة
تُستخدم فلاتر السلوك لاكتشاف الأنماط غير الطبيعية في إرسال الرسائل، مثل إرسال كميات كبيرة من الرسائل في فترة زمنية قصيرة و تُساعد هذه الفلاتر في الكشف عن الأنشطة الاحتيالية أو المزعجة